صورة و عبرة بقلم خالد طعمة
عندما تحضر إلى ذاكرتي فترة الاحتلال الغاشم على بلدي عام ١٩٩٠م فإن قصصاً كثيرة و مواقف و أحداث أليمة تحزنني ، إلا أن ما يبعث إلى ذاكرتي روح التفاؤل هي صورة لا زلت أحفظها معي أينما ذهبت حتى تزيل عني أحزان تلك الفترة ، هذه الصورة هي تلك التي ألتقطت عند تحرير الكويت عام ١٩٩١م وتسلق الناس لسارية العلم كي يرفعوا علم الكويت عالياً رغم الظروف الجوية الغير مناسبة في ذلك اليوم من أمطار ودخان آبار النفط المشتعلة ، جسدت هذه الصورة روح الفريق الواحد والجسد الواحد الذي مثله الصامدون ببلدهم في تعاونهم وتكاتفهم دون أي تفكك أو تشرذم وغيرها من صور التفرق والشقاق .
عندما أصبحت لدي طابعة كمبيوتر طبعت الصورة بحجم صغير و احتفظت بها داخل محفظتي بعد ذلك وضعتها ضمن الصور المفضلة بجهاز هاتفي الخاص ، لأن لهذه الصورة معانٍ جسدت الوحدة الوطنية الكويتية و الإسلامية لما حملته من تعاون الصامدين من كويتيين و محبين للكويت من غير الكويتيين لرفع راية الكويت ( العلم) عالياً ومرفرفاً دون أن يسأل أحد منهم الآخر ما أصلك مذهبك فكرك جنسيتك و توجهك كان هدفهم واحد وهو التعبير عن الفرحة بعودة الحرية للكويت بوحدة الكلمة ، هذه اللحظات كان لي الشرف بأن حضرتها وشهدتها وكتبت عنها الكثير من المقالات والمؤلفات ، ولكنني أذكر بها لما أرى و أسمع في واقعنا المعاصر اليوم لبعض الأصوات المنادية بالفرقة بحجج لا تتفق ولا تتسق لا مع تعاليم الدين أو القانون ، إن تعليق هذه الصورة في الأماكن الحيوية ومختلف التجمعات أراها اليوم ضروريةً جداً كي تذكرنا عند نشوب أي خلاف بأن الاتحاد قوة وعزة وكرامة لنا جميعاً والفرقة ضعف وذل ومهانة لنببذ الخلافات ونبتعد عنها حتى نعبر إلى بر الأمان .
خالد طعمة